أقدم لكم إخواني في هذا الإدراج قصيدة رائعة للإمام الصوفي ابن النحوي ابن الأندلس المسلوبة، و قد أنشدها المطرب عبد الهادي بلخياط.
أدعوكم إلى قراءتها و التمعن في معانيها مع الاستمتاع بسماعها منشودة.
إشتدي أزمة تنفرجي | قد آذن ليلك بالبلج | |
وظلام الليل له سرج | حتى يغشاه أبو السرج | |
وسحاب الخير لها مطر | فإذا جاء الإبان تجي | |
وفوائد مولانا جمل | لسروح الأنفس والمهج | |
ولها أرج محي أبدا | فاقصد محيا ذاك الأرج | |
فلربما فاض المحيا | ببحار الموج من اللجج | |
والخلق جميعا في يده | فذوو سعة وذوو حرج . | |
ونزولهم و طلوعهم | فإلي درك وعلى درج | |
ومعايشهم و عواقبهم | ليست في المشي على عوج | |
حكم نسجت بيدي حكمت | ثم إنتسجت بالمنتسج | |
فإذا اقتصدت ثم انعرجت | فبمقتصد وبمنعرج | |
شهدت بعجائبها حجج | قامت بالأمر على الحجج | |
ورضا بقضاء الله حجا | فعلى مركوزته فعج | |
وإذا انفتحت أبواب هدى | فاعجل بخزائنها ولج | |
فإذا حاولت نهايتها | فاحذر إذ ذاك من العرج | |
لتكون منه السباق | إذا ما جئت إلى تلك الفرج | |
فهناك العيش وبهجته | فلمبتهج ولمنتهج | |
فهج الأعمال إذا ركدت | فإذا ما هجت إذن تهج | |
ومعاصي الله سماجتها | تزدان لذي الخلق السمج | |
ولطاعته و صباحتها | أنوار صباح منبلج | |
من يخطب حور الخلد بها | يظفر بالحور والفنج | |
فكن المرضي لها بتقى | ترضاه غدا وتكون نجي | |
واتلوا القرآن بقلب ذو حزن | وبصوت فيه شجي | |
وصلاة الليل مسافاتها | فاذهب بها بالفهم وجي | |
وتأملها ومعانيها | تأت الفردوس و تفترج | |
واشرب تسنيم مفجرها | لا ممتزجا وبمتزج | |
مدح العقل لأتيه هدى | وهوى متون عنه هجي | |
وكتاب الله رياضته | لعقول الخلق بمندرج | |
وخيار الخلق هداتهم | وسواهم منه همج الهمج | |
فإذا كنت المقدام فلا تجزع | في الحرب من الرهج | |
وإذا أبصرت منار هدى | فاظهر فردا فوق الثبج | |
وإذا اشتاقت نفس | وجدت ألما بالشوق المعتلج | |
وثنايا الحسنى ضاحكة | وتمام الضحك على الفلج | |
وعياب الأسرار إجتمعت | بأمانيها تحت السرج | |
والرفق يدوم لصاحبه | والخرق يصير إلي الهرج | |
صلوات الله على المهدي | الهادي الناس إلي النهج | |
وأبي بكر في سيرته | ولسان مقالته اللهج | |
وأبي حفص وكرامته | وفي قصته سارية الخلج | |
وأبي عمر ذي النورين | المستحي المستحي البهج | |
وأبي حسن في العلم إذا | وافى بسحائبه الخلج | |
وعلى السبطين وأمهما | وجميع الآل بهم فلج | |
وعلى الحسنين وأمهما | وجميع الآل بهم فلج | |
وعلى الأصحاب بجملتهم | بدلوا الأموال مع المهج | |
وعلى أتباعهم العلماء | بعوارف دينهم البهج | |
وأختم عملي بخواتمهم | لأكون غدا في الحشر نجي | |
يارب بهم وبآلهم | عجل بالنصر وبالفرج |