التجديد الطلابي كلية العلوم فاس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
التجديد الطلابي كلية العلوم فاس

هيا يا شباب الجيل للاسلام نظهره، بأجمل حلة حتى يشد الناس منظره، فاذا انشد للاسلام من كان ينكره، رأيت الناس في حب لدين الحق تنشره.


2 مشترك

    الإسلام في معركة الحضارة (الفصل الثاني)

    avatar
    mohammed


    عدد المساهمات : 44
    تاريخ التسجيل : 03/11/2009

    الإسلام في معركة الحضارة (الفصل الثاني) Empty الإسلام في معركة الحضارة (الفصل الثاني)

    مُساهمة من طرف mohammed السبت مايو 15, 2010 10:36 am

    الفصل الثاني
    وفي هذا الفصل يتجه الكاتب صوب النظريات والمقولات العلمانية والمعادية للإسلام فيسبر أغوارها ويكشف عن مجمل المغالطات التي تتحصن بها لتتمكن من التأثير على جمهور عريض من أبناء أمتنا.
    باب
    في ضرورة البدء بالسؤال: على أية أرض نقف؟
    يوضح أن طرح هذا السؤال لا ينطلق من خلفية الهروب إلى الأمام أو الانهزام أمام مشاكل الواقع الراهن وإنما كخطوة أساسية في فهم واقعنا وخصوصياته لنتمكن من تشخيص المرض ووصف العلاج المناسب. مع الإشارة إلى أن هذه النقطة لا تكفي المؤمنين شر القتال أو دواعي التعلم ومشقة البحث العلمي والاجتهاد من أجل الإجابة على الأسئلة الراهنة.
    ولهذا لا يصح أن يعتبر الأخذ بالإسلام هروبا من معالجة الراهن أو لجوءا إلى الماضي والذاكرة خلاصا من مواجهة أزمة حادة طاحنة. كما لا تعني العودة إلى الإسلام عيشا في الماضي التليد ولا يعني ذلك استغناء عن صنع مستقبل مجيد. بل بالعكس إنه الوقوف على الأرض التي تسمح برؤية الأشياء كما هي، وبرؤية الحق حقا، والباطل باطلا.
    ليبدأ بدعوة صريحة إلى أصحاب النظريات والمذاهب إلى تسليط الضوء على منطلقاتهم وتبين أرضهم التي ينطلقون منها، ونفس الدعوة يوجهها للواقفين على أرض الإسلام وعند إذن يتضح ما ينفع الناس وما هو زبد.
    إذ كيف يمكن أن تفهم بلاد العرب والمسلمين إذا لم يقف الباحث على أرض الإسلام، أو إذا لم يبحث في تلك الأرض بحثا جادا حتى حين يريد الخروج عليها ويرفضها. فهذه البلاد بشعوبها جميعا تشكلت روحيا ونفسيا وأخلاقيا، كما تشكلت أنماطها المعيشية ومختلف مناحي حياتها على أساس الإسلام وثورة الإسلام.
    ويشدد الكاتب في نهاية هذا الباب على ضرورة وضع قطار التغيير على سكته الأصلية بدلا من محاولة دفعه وسط أوحال حلول الغرب، أي أخذ المرجعية الإسلامية للشعوب العربية بعين الاعتبار واعتماد الحل الإسلامي لأنه يعطينا إجابات سليمة حول كيفية تحرير فلسطين وإدارة الصراع وخوضه وكيفية إنجاز عملية التحرير والاستقلال، وكيفية معالجة مشاكل التجزئة والانقسامات المختلفة، كيفية جعل الجهاد والتوحيد وقيادة الأمة أمرا معاشا وممارسا على نطاق واسع، كيفية حل مشاكل العدالة الاجتماعية سياسيا واقتصاديا، كيفية مواجهة عشرات ومئات المشاكل التي تحتاج إلى إجابات مناسبة.

    باب
    في الرد على من يجزئ الإسلام لنقده
    يكشف الأستاذ في هذا الباب المنهجية التي يعتمدها المتغربون في نقد الإسلام، وذلك بتجزيئه ومناقشة بعض قضاياه التي تبدو مثيرة للجدل في معزل عن الكل الإسلامي، وهذا خطأ منهجي إنما ينم عن خبث طوية لأنهم يعلمون أن الإسلام كل لا يتجزأ، فهو دين ودنيا، فلا يمكن أن نناقش مثلا قضية إباحة التعدد، أو قضية الإرث، أو حق الملكية الفردية، منفردة في معزل عن الكل الإسلامي. فهم بهذا يجعلون المدافع عن الإسلام في حالة ضعف لأنه يضطر إلى الدفاع عن جزئيات لا يمكن أن تفهم إلا داخل الكل (الإسلام) والحال أن الإسلام وحدة متكاملة لا يمكن أن تفهم إلا مجموعة.
    تساعد هذه النظرة الكلية التي تتناول مجموع الجوانب في آن وترى الجانب الواحد ضمن علاقته بالكل، على الوصول إلى فهم عميق للإسلام، وامتلاك معيار في التعامل مع الأجزاء، ومن ثم امتلاك معيار في عدم السماح بالهجوم على الإسلام من خلال عزل أي جزء من أجزائه، أو من خلال إبراز أجزاء وتجاهل أجزاء أخرى.
    وكتطبيق عملي لما أسس له فيما سبق استغرق في مناقشة جزئية تعدد الزوجات واضعا إياها في سياقها الإسلامي العام ومجليا لكل الشبهات التي يجرها دعاة التغريب معرجا على الحكمة الإلهية من إباحة التعدد رغم أن الأصل في الإسلام ليس التعدد لان الفطرة لا تسمح بذلك، لينهي مرافعته بالقول "طبعا يلاحظ مما تقدم أن مناقشة هذا الجزء غير ممكنة إلا ضمن الرؤية الإسلامية ككل. ولهذا اقتراح مثل هذا الحل في إطار مجتمعات لا تأخذ بالإسلام لا يشكل نهجا سليما."
    ويحاول أن يلفت انتباهنا إلى عدم الانخداع والانجرار وراء المغالطات التي يحيكها أعداء الإسلام حين يجعلون بعض جزئيات الإسلام كل الإسلام ويبدءون بتصنيفه ( رأسمالي، اشتراكي، شيوعي...) ودفع النقاش نحو الكل الإسلامي لا نحو هذا الجزء أو ذاك هو من أحد الأساليب المناسبة في الرد على منتقدي الإسلام.
    وقد تطور النقاش ليفضي إلى منهجية الإسلام في حل مشاكل العصر مقارنا منهجه بمناهج وضعية بأسلوب دقيق ولغة واضحة وحنكة تنم على عمق اطلاع الكاتب على خبايا هذه النظريات وحسن فهم لمنهج الإسلام الكلي الشامل.
    ويختم هذا الباب بالتنبيه إلى أن هذا الأسلوب في الرد على منتقدي الإسلام، أي تجنب مناقشته معهم جزءا جزءا، وإنما تناول الجزء من خلال موقعه في الكل الإسلامي، لا يعني استخدامه من قبل الذين أقبلوا على دراسة الإسلام وقلوبهم عامرة بالإيمان. لأنهم في حاجة إلى دراسته جزءا جزءا دراسة مستفيضة معمقة، وعدم الاقتصار على تناوله ككل.

    باب
    في الحديث والقديم والمعاصر والماضي
    يبدأ بالإشارة إلى السنفونية التي ما فتئ المتغربون يعزفونها كلما واجهوا حقيقة الإسلام؛ وهي كونه قديما وإذا ما حكمناه اليوم فسوف نعود بالزمن أربعة عشر قرنا إلى الوراء وهذا مستحيل.
    ولدحض هذه الفكرة ركز على أربع مسائل.

    1) الجدة في الأفكار والمعتقدات لا تعني الصحة ولا تعني بأنها مناسبة بالضرورة، كما أن القديم لا يعني بالضرورة أنه غير مناسب فقد يكون أساسا صالحا يبنى عليه وقد يحمل الارتكاز عليه الخير كله.
    وهذا منهج يقره حتى أصحاب هذه النظريات أنفسهم.
    2)
    الزمن يتطور والوقت يسير إلى الأمام والظروف تتغير مما يجعل مسألة "قدم" أو "حداثة" في مستوى النظريات أمرا نسبيا ضمن تساوي الجميع في القدم وعلى سبيل المثال أن نظريات القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، أو العقود المنصرمة من القرن العشرين أصبحت شائخة. ولم تعد قادرة على الإجابة عن سمات الوضع الراهن عالميا ومحليا. وهذا يفسر لماذا وصف فريدريك أنجلز برنامج البيان الشيوعي بالشائخ بعد مضي خمسة عشر عاما على كتابته.
    مما يجعل من ينقضون الإسلام كونه قديما يعيشون في تناقض مع دواتهم، فنظرياتهم هي الأخرى قديمة.
    لكن الغريب هو أنهم يحاولون الخروج من هذا المأزق بالتصريح بأن للنظريات أركانا أساسية تشكل عناصر الثبات والعمومية، وهناك موضوعاتها وحلولها وتطبيقاتها، وهي عناصر التغير والخصوصية. في حين يستمرون في مناقشة الإسلام باعتباره فكرا قديما وغير قادر على المعاصرة واتهام الاقتراب منه "بالسلفية" وعدم العيش في الحاضر.
    ولا يفوت منير شفيق أن يشير في ختام هذه المسألة إلى أن تعبير سلفي في الإسلام لا يجوز أن يفهم بالمعنى الذي يستخدمه المتغربون.لأن السلفية تعني الاقتداء بالسلف الصالح والتعلم منهم، بما في ذلك، التجديد ومراعاة الزمان والمكان والظروف.

    3)
    أما المسألة الثالثة فتقتضي مقابلة المناهج والأدبيات والعقائد والمفاهيم والمعايير قبالة بعضها ليتضح أيها أصلح بحيث لا يبقى أي معنى لأحكام القيمة المتعلقة بالجدة أو القدم، والإسلام في هذه الحالة سيثبت جدارته بقدرته على التفاعل مع أي واقع مع الاستفادة من الرصيد التاريخي الذي راكمه.
    4) ليست الموضوعية دائما هي ما يكون ملموسا ومرتبطا مباشرة بالواقع المادي، ومن قال غير ذلك فسوف يجد أن كثيرا من حقائق الواقع تكذبه، ليضرب مثلا توضيحيا يبرز فيه عدم إمكانية معالجة مريض نفسيا بنفس الطريقة التي يعالج بها مريض عضويا، ففي هذه الحالة يحتاج الطبيب إلى أدوات جراحة وسرير وأدوية أما في الحالة الأولى فيحتاج الطبيب إلى أمور معنوية غير مادية كعلم النفس وعلم الاجتماع والاطلاع على علوم التربية... وغيرها من العلوم الإنسانية التي تخاطب الروح، وهذا مكمن قوة الإسلام ونقطة ضعف التيارات المادية.
    ويختم هذا الباب بقوله: فليفتح كل كتابه، وليقدم برهانه، وليرح مقولاته ليظهر من أهدى سبيلا أصوب رأيا، وأعدل حكما، وأصح نهجا، وأحسن عملا، وأقوم أخلاقا. فذلكم سيكون العصري والعلمي والموضوعي والسائر إلى الأمام حين تحمل هذه الكلمات مفاهيم الهدى والحق والصواب والعدل والعمل الحسن والخلق القويم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإجابة عن مشكلات عصرنا وتحدياته.


    باب
    في سمة الثورة في الإسلام
    انقضى أربعة عشر قرنا على هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وهي الخطوة التي شكلت لحظة فاصلة في تاريخ ثورة الإسلام. فاستحقت أن تصبح عام التاريخ الهجري للمسلمين في العالم كله.
    أشار المؤلف إلى أن الغرب ينكر على الإسلام ثورته لينفرد بهذا الحدث لوحده معتبرا الإسلام دين سيف وحرب وقهر للشعوب وهي نفس الاسطوانة التي يكررها أذنابه في ارض الإسلام.
    لينطلق إلى إبراز خصائص الثورة في الإسلام مشيرا إلى أن تسليط الضوء على هذا الجانب لا يعني انه الوحيد أو الأهم من جوانب الإسلام، لأنه يحمل سمة الشمول. فالقرآن الكريم كان موجها لهذه الثورة مسايرا لها حسب الوقائع والأحداث أما السنة النبوية فكانت معايشة يومية لتفاصل الثورة مجيبة عن المسائل الكبرى كما الجزئيات التي تتعلق بالدين وعملية التغيير.
    ويشير المؤلف أن مفهوم الثورة في الإسلام يتمثل حتى بالمفهوم الغربي لكلمة ثورة، فبدايته الأولى مع نزول الوحي كانت بنفر قليل كما تبدأ تماما أي ثورة بنفر قليل من المناضلين وقد وضعوا نصب أعينهم هدف تغيير مجتمعهم بل العالم بأسره تغييرا جذريا إلى الأمام. وكان على أولئك النفر أن يواجهوا قوى باغية مسيرة تملك النفوذ والثروة والسلطان. وترمي هذه المواجهة إلى كسب أوسع الجماهير. وهذا يقتضي خوض العمل السري، والتحدي العلني، والصمود تحت التعذيب، وتحمل أذى الشائعات والأكاذيب والتهم الباطلة. الأمر الذي يتطلب أن يشحن المجاهد بروح الصبر، والتحمل، نكران الذات، والتضحية ويحتاج الأمر أيضا إلى إتقان التحريض ضد أصحاب الثروة والنفوذ والسلطان من الطواغيت. كما يحتاج إلى أصول نشر الدعوة بين الناس وتحبيبها لهم لا تنفيرهم منها. ثم يقتضي هذا النوع من النضال إلى إتقان أخذ القرار الصائب في الوقت المناسب على ضوء تقدير صحيح للموقف.
    لقد أصبح لهذه الثورة مركزا أو قاعدة ودولة تستدعي تنظيما اجتماعيا معيننا وتتحمل مسؤولية الدفاع عن هذا الكيان ضد كل الأخطار المحدقة لتذوق عم الهزيمة والانتصار.
    وهكذا استرسل المؤلف في سرد كل المراحل التي مرت منها الدولة الإسلامية في نشأتها الأولى وحتى اعتلائها عرش الصدارة لتصبح دولة مهابة الجانب، مقارنا إياها في كل مرحلة بمبادئ الثورة كما تفهم في الغرب. إلا أن هناك فرقا جوهريا يميز الثورة الإسلامية عبر عنه بقوله" لعل من الأمور التي تميزت بها تجربة الثورة الإسلامية أنها حين انتصرت، وانبثقت عنها دولة، طلبت من الدولة أن تواصل الثورة. وهذا ما جعل الدولة الإسلامية الأولى دولة ثورة وليست دولة ما بعد الثورة. وهذا ما جعلها خاضعة لأحكام الإسلام غير قادرة على إصدار أحكامها باعتباره دولة. مما فرض عليها فيما بعد إحدى حالتين أساسيتين: إما الاندماج بالثورة الإسلامية، وإما الخروج عليها. وينتج عن ذلك: إما الاندماج بالشعب كله (جماعة المسلمين) وإما الانعزال والغرق في ممارسة الطغيان، أو العصبية، أو البذخ والفسق، أو التواطؤ مع العدو الأجنبي. ومن هنا كان الإسلام جسر التواصل بين الدولة والشعب حين تقترب الدولة من الثورة. وكان طريق الجهاد ضدها حين تصبح مضادة للإسلام مما يؤدي بها إلى القضاء مع الناس أي الشعب أي الثورة.
    ومن هنا لا ينبغي استقبال القرن الخامس عشر للهجرة، كأنه ذكرى لحدث مضى وانقضى. إنه حدث يرمز، فيما يرمز، إلى ثورة الإسلام الأولى. وهي ثورة متجددة، راهنة دوما."

    باب
    في رفض الانتقائية بين التراث والحداثة الغربية
    إن المجادلات التي دارت ولا تزال حول الحداثة والتراث خلقت ثلاث اتجاهات متباينة.
    اتجاه رافض للتراث جملة داع إلى الارتماء في أحضان الحداثة بدون تحفظ لأنها سبيل التحرر والتقدم والرقي.
    واتجاه يدعو إلقاء كل ما يأتي من الغرب ورمي الحداثة وراء الظهر والرجوع إلى التراث لأنه وحده سبيل النجاة.
    وهناك اتجاه آخر يسمى بالتوفيقي، وهو الذي يرى أنه لا ضير من الاستفادة من الحداثة والتراث معا فنأخذ ما هو صالح وتقدمي من التراث وكذلك نفعل مع الحداثة.
    لكن المشكلة التي يجرنا إليها هذا الموقف الثالث هو ما يسمى بالانتقائية وهو ما يرفضه المؤلف، على اعتبار أن الإسلام كل لا يتجزأ وأنه نظام قائم بذاته لا يحتاج إلى مناهج أخرى لتتكامل معه في بناء الحياة، ثم إن دعاة التوفيقية في غالب الأحيان إنما ينساقون نحو الدفاع عن العلمنة والحداثة على حساب الإسلام.
    ويرى المؤلف أن هذا الاتجاه التوفيقي إنما ظهر إلى السطح كخطة مرحلية لخطب ود المد العارم للنهضة الإسلامية لأنه ليس باستطاعتهم مواجهته مباشرة يقول الأستاذ "ومن هنا أصبح المدافع عن الحداثة، والقادر على مواجهة المد العارم، هو الاتجاه التوفيقي الذي يريد أن يجمع بين الحداثة والتراث منتقيا ما هو صالح في كل منهما. بل أن الذين يجهرون بالعلمنة ما عادوا يتحدثون عن الإسلام باعتباره رمز للتخلف، أو يتناولوا التاريخ العربي باعتباره تاريخ الاستبداد الشرقي، وإنما أخذوا يقولون بضرورة احترام الإسلام، ودراسة تاريخ العرب، والحضارة العربية الإسلامية. وذلك من أجل أن ينتقي كل ما هو "تقدمي"، و "عقلاني" و "علماني".
    لينتقل إلى تفنيد جميع المزاعم التي يستجلبها التوفيقيون لبيان صحة توجههم ليختم ذلك بقوله: إن التقدم في الوطن العربي، لا يتم عن طريق التوفيق والانتقاء، وهذا ما تناوله الفصل الثاني من عدة زوايا. فإما تسود هذه الريح على تلك أو العكس. أما عقد مصالحة بين الريحين فهو غير ممكن. لأن لكل منهما منابع انطلاقه، وعوامل اندفاعه، ولكل منهما مكوناته الداخلية وإطاره العام ونمطه، ولا مجال لتغيير هذا التضاد.

    باب
    في العنف والفرق بين الفتوحات الإسلامية والغزوات الاستعمارية
    العنف قديم قدم الإنسان، فكثيرا ما يبادر الشر إلى فرض نفسه بالعنف، وكثيرا ما يضطر الخير إلى الدفاع عن نفسه باللجوء إلى العنف.
    إن العنف لا يكون دائما في اتجاه البغي والجور، بل يكون أيضا في اتجاه تحقيق العدل والمساواة وإجبار الظالم على العدول عن ظلمه.
    إلا أن الإشكالية التي تطرح هي حول المعايير التي يمكن أن نحدد بها العدل والظلم لكي نعطي مسوغا للعنف، فكل الفلسفات قد أدلت بدلوها في هذا الميدان وللإسلام أيضا معاييره.
    إلا أن ما يميز الإسلام هو أنه ينحاز للعدل ويحارب الظلم بغض النظر إلى متطلبات المصلحة المادية، وهو ما تفتقده جميع المناهج الغربية أو الوضعية بشكل عام، والتي إنما تحدد العدل والظلم بالارتباط بما يمكن تحقيقه من مصلحة مادية وإن كان ذلك على حساب دماء شعوب بأكملها، وقد ضرب الأستاذ المثال بالفلسفة الماركسية الشيوعية ونظرتها إلى ما هو عدل وما هو ظلم.
    وبعد هذه الجولة النظرية المفاهيمية –إن صح التعبير- انتقل إلى أمثلة عملية من حياة الدولة الإسلامية والتي اعتراها الكثير من التشويش والتشويه من طرف الغرب . يتعلق الأمر بالفتوحات الإسلامية حيث أكد أن هناك بونا شاسعا بين الفتوحات الإسلامية والحملات الاستعمارية الغربية، وهذا الاختلاف يمكن أن نوزعه على ثلاث مستويات.
    الغزوات الإسلامية لم تكن غاية في حد ذاتها.
    الفتوحات الإسلامية لا تقصد إلى استعباد الشعوب بل إلى تحريرها من الظلم والقهر
    هذه الغزوات والفتوحات لا تشكل شرطا للوجود في حد ذاتها.
    إذن فالعنف في الإسلام لا يشكل الأولوية وإنما يقع في مرتبة أدنى لأن الأولوية هي للعقيدة ونشرها بالإقناع وتوحيد الشعوب والقبائل بالإسلام، وتحت حكم الإسلام.
    avatar
    mr-wwwrs


    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 03/03/2013

    الإسلام في معركة الحضارة (الفصل الثاني) Empty رد: الإسلام في معركة الحضارة (الفصل الثاني)

    مُساهمة من طرف mr-wwwrs الأحد مارس 03, 2013 5:17 pm

    اين القائميين على المنتدى ؟؟؟ّّّّ!!!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 9:49 am