من طرف الحب رمز الحياة
اجتمعت الصديقات الثلاث في غرفة حنان، فدلال و فاتن سيبيتان في بيتها هذا السبت،
اتخذت كل واحدة لنفسها مكانا ، و تغلغلت نفسها في أعماق الوجود.
خيم الصمت لمدة قبل أن يكسره صوت دلال قائلة:
ماذا؟سنظل هكذا صامتات؟ماذا حل بكن يا فتيات؟فيما أنتن هكذا شاردات؟أليس عندك ما
تقولين يا حنان ؟ و أنت من لا يكف عندك من الحراك هذا اللسان؟
حنان:
انما شغلني عنكما التفكير في كلام أختي سناء،هذا المساء
دلال:
و ما كان كلام أختك يا حنان؟
حنان:
قالت أن الحب أشكال و لكل فيه أقوال
فأجابت دلال بابتسامة عريضة تزين وجهها:
و ما قولك في الحب يا فيلسوفة؟
حنان:
الحب شيء وجد بوجود الشعوب،الحب رحلة تقودها القلوب،الحب فن من الفنون،الحب عشق
حتى الجنون،الحب عالم لغته العيون،الحب أجمل احساس، الحب ارتباط أبدي بين
قلوب الناس،الحب سحر، ووصفه في العمق بحر، و لكم قيل في الحب من
كلمات،فاعذرنني ان لم أوفيه حقه يا بنات.
دلال:
من أين لك كل هذا يا فتاة؟ قد أجدت حقا انتقاء الكلمات
حنان:
صفيه لنا أنت الآن
دلال:
الحب نعمة،وربما نقمة،هبطت من السماء،بهبوط آدم و حواء،الحب سحر فتك بالقلوب، و
حير الشعوب،الحب لا يخضع للقوانين،فهو قلب كل الموازين،حول الأقوياء الى
ضعفاء ، و ربما الضعفاء الى أقوياء،الحب حول العاشقين الى شعراء و ربما
الى بؤساء،الحب ألغى من القاموس مصطلح التفكير،وجعل العاشق لديه أسير،الحب
ألغى لغة العقول ، و رفض أن تلقى عنده القبول، الحب طار بالعاشقين الى
عالم الخيال، بكل ما فيه من جمال،لا بل انه طار ببعضهم الى عالم الأحلام،
بكل ما فيه من أوهام، فما قولكن في هذا الكلام؟
حنان:
رائع،رائع يادلال،ما عرفت قبلا أن الحب عندك بهذا الجمال
لكن دلال نظرت لفاتن و قالت:
مالك يا فتاة؟لماذا هذا الصمت؟ألست معنا؟أو لن تجودي برأيك علينا؟
فاتن:
لا بل اني معكما،وكلي آذان صاغية لأقوالكما، التي رأيت فيها أن الحب علاقة محدودة بين العاشقين،أولا تعرفان أنه شامل لكل الميادين؟
حنان:
أسمعينا اذن رأيك،يا حكيمة زمانك؟
فاتن:
ماذا أقول لكما، والحب أكبر من كل تصوراتكما؟كيف يكون الحب حب الرجل
للمرأة،أو حب المرأة للرجل؟و الحب عندما نطلق العنان لتفكيرنا، سنجده أكبر
مما كان في خيالنا،شيئا لا تحده هذه العلاقة، الحب أعظم احساس، لأنه ينظم
الروابط بين الناس،فكيف يقلب الموازين؟ و ينهي عهد العاقلين؟و لا يخضع
للقوانين؟ و الحب قانون لا يصح الا عندما لا يؤذي الآخرين. الحب يا
بنات،حب الأم لابنها أو الابن لأمه،حب الابنة لأبيها أو الأب لابنته،حب
الصديقة لصديقتها أو الصديق لصديقه، حب الأخت لأخيها أو الأخ لأخته ،الحب
لو فكرنا فيه ليس بشيء سحري يبدأ بلقاء انسان، بل شيء فطري يولد مع
الانسان، و من في شرح الحب تكلم لا يتمكن،فالحب لا يعلم أو حتى
يلقن،واليكن مثال في غاية الجمال، الطفل اذا ولد يحب أمه اذ يرى في حضنها
الأمان،و كذا كل من يحيطه بالحب و الحنان،ثم لا ننسى حب النفس من طرف
الناس، الذي لا ينتهي الا بتوقف الأنفاس،أما الكره فتجربة، عند الخوض فيها
مرعبة،كما أنه من الحياة يكتسب، و في هذا أيضا يناقضه الحب،ثم اننا لو
انغمسنا أكثر في التفكير، سنجد أن ربط الحب بالانسان خطأ في التقدير،كيف
ننسى الحيوان، والحب عنده أشكال و ألوان؟فالحيوانات حتى أشرسها ، تحمل
قلبا بين أضلاعها، اللبؤة مثلا تحب و تحمي بحياتها صغارها الوديعة،وان فرض
على حيوانات أخرى التخلي عن بيوضها كقانون ينظم الطبيعة، فانما هي تحب
أزواجها، و قبل ذلك نفسها، و لا نقصي من هذا النبات، فهو أيضا يحب
الحياة.ألا نحب نحن الدين و الوطن؟ألا نحب الرحمان، و رسوله المصطفى
المختار عليه أبهى الصلاة و السلام، و كتابه القرآن؟و أين نخفي حب بعضنا
للدنيا الفانية، و بعضنا للدار الآخرة الباقية؟انه حب لا يمكن أن نجرد منه
قلوبنا،فهم منة من ربنا، وجب الشكر عليها جزيلا، و الحمد طويلا،فكيف نحده
في علاقة بين اثنين عاشقين، و الحب عالم لا تعطي فيه مقالة أكثر من مثل
يضرب،و نموذج يقدم،فهو مشعل يسيطر على قلب كل المخلوقات، و كخلاصة لا يمكن
الا أن أقول أن الحب على الأرض رمز للحياة.
فردت دلال و حنان بنبرة واحدة :
صدقت و صدقت سناء فالحب أصناف ، و تعريفه فوق كل الأوصاف.
اجتمعت الصديقات الثلاث في غرفة حنان، فدلال و فاتن سيبيتان في بيتها هذا السبت،
اتخذت كل واحدة لنفسها مكانا ، و تغلغلت نفسها في أعماق الوجود.
خيم الصمت لمدة قبل أن يكسره صوت دلال قائلة:
ماذا؟سنظل هكذا صامتات؟ماذا حل بكن يا فتيات؟فيما أنتن هكذا شاردات؟أليس عندك ما
تقولين يا حنان ؟ و أنت من لا يكف عندك من الحراك هذا اللسان؟
حنان:
انما شغلني عنكما التفكير في كلام أختي سناء،هذا المساء
دلال:
و ما كان كلام أختك يا حنان؟
حنان:
قالت أن الحب أشكال و لكل فيه أقوال
فأجابت دلال بابتسامة عريضة تزين وجهها:
و ما قولك في الحب يا فيلسوفة؟
حنان:
الحب شيء وجد بوجود الشعوب،الحب رحلة تقودها القلوب،الحب فن من الفنون،الحب عشق
حتى الجنون،الحب عالم لغته العيون،الحب أجمل احساس، الحب ارتباط أبدي بين
قلوب الناس،الحب سحر، ووصفه في العمق بحر، و لكم قيل في الحب من
كلمات،فاعذرنني ان لم أوفيه حقه يا بنات.
دلال:
من أين لك كل هذا يا فتاة؟ قد أجدت حقا انتقاء الكلمات
حنان:
صفيه لنا أنت الآن
دلال:
الحب نعمة،وربما نقمة،هبطت من السماء،بهبوط آدم و حواء،الحب سحر فتك بالقلوب، و
حير الشعوب،الحب لا يخضع للقوانين،فهو قلب كل الموازين،حول الأقوياء الى
ضعفاء ، و ربما الضعفاء الى أقوياء،الحب حول العاشقين الى شعراء و ربما
الى بؤساء،الحب ألغى من القاموس مصطلح التفكير،وجعل العاشق لديه أسير،الحب
ألغى لغة العقول ، و رفض أن تلقى عنده القبول، الحب طار بالعاشقين الى
عالم الخيال، بكل ما فيه من جمال،لا بل انه طار ببعضهم الى عالم الأحلام،
بكل ما فيه من أوهام، فما قولكن في هذا الكلام؟
حنان:
رائع،رائع يادلال،ما عرفت قبلا أن الحب عندك بهذا الجمال
لكن دلال نظرت لفاتن و قالت:
مالك يا فتاة؟لماذا هذا الصمت؟ألست معنا؟أو لن تجودي برأيك علينا؟
فاتن:
لا بل اني معكما،وكلي آذان صاغية لأقوالكما، التي رأيت فيها أن الحب علاقة محدودة بين العاشقين،أولا تعرفان أنه شامل لكل الميادين؟
حنان:
أسمعينا اذن رأيك،يا حكيمة زمانك؟
فاتن:
ماذا أقول لكما، والحب أكبر من كل تصوراتكما؟كيف يكون الحب حب الرجل
للمرأة،أو حب المرأة للرجل؟و الحب عندما نطلق العنان لتفكيرنا، سنجده أكبر
مما كان في خيالنا،شيئا لا تحده هذه العلاقة، الحب أعظم احساس، لأنه ينظم
الروابط بين الناس،فكيف يقلب الموازين؟ و ينهي عهد العاقلين؟و لا يخضع
للقوانين؟ و الحب قانون لا يصح الا عندما لا يؤذي الآخرين. الحب يا
بنات،حب الأم لابنها أو الابن لأمه،حب الابنة لأبيها أو الأب لابنته،حب
الصديقة لصديقتها أو الصديق لصديقه، حب الأخت لأخيها أو الأخ لأخته ،الحب
لو فكرنا فيه ليس بشيء سحري يبدأ بلقاء انسان، بل شيء فطري يولد مع
الانسان، و من في شرح الحب تكلم لا يتمكن،فالحب لا يعلم أو حتى
يلقن،واليكن مثال في غاية الجمال، الطفل اذا ولد يحب أمه اذ يرى في حضنها
الأمان،و كذا كل من يحيطه بالحب و الحنان،ثم لا ننسى حب النفس من طرف
الناس، الذي لا ينتهي الا بتوقف الأنفاس،أما الكره فتجربة، عند الخوض فيها
مرعبة،كما أنه من الحياة يكتسب، و في هذا أيضا يناقضه الحب،ثم اننا لو
انغمسنا أكثر في التفكير، سنجد أن ربط الحب بالانسان خطأ في التقدير،كيف
ننسى الحيوان، والحب عنده أشكال و ألوان؟فالحيوانات حتى أشرسها ، تحمل
قلبا بين أضلاعها، اللبؤة مثلا تحب و تحمي بحياتها صغارها الوديعة،وان فرض
على حيوانات أخرى التخلي عن بيوضها كقانون ينظم الطبيعة، فانما هي تحب
أزواجها، و قبل ذلك نفسها، و لا نقصي من هذا النبات، فهو أيضا يحب
الحياة.ألا نحب نحن الدين و الوطن؟ألا نحب الرحمان، و رسوله المصطفى
المختار عليه أبهى الصلاة و السلام، و كتابه القرآن؟و أين نخفي حب بعضنا
للدنيا الفانية، و بعضنا للدار الآخرة الباقية؟انه حب لا يمكن أن نجرد منه
قلوبنا،فهم منة من ربنا، وجب الشكر عليها جزيلا، و الحمد طويلا،فكيف نحده
في علاقة بين اثنين عاشقين، و الحب عالم لا تعطي فيه مقالة أكثر من مثل
يضرب،و نموذج يقدم،فهو مشعل يسيطر على قلب كل المخلوقات، و كخلاصة لا يمكن
الا أن أقول أن الحب على الأرض رمز للحياة.
فردت دلال و حنان بنبرة واحدة :
صدقت و صدقت سناء فالحب أصناف ، و تعريفه فوق كل الأوصاف.
